قصة ” هدى ” كفيفة سعودية تتحدى الإعاقة البصرية وتتخصص في اللغة العربية

السودان : أنس الزبير -

اكتشفت أسرتها أنها كفيفة بعد أكثر من نصف عام على ولادتها, وذلك لأن عيونها كانت(طبيعية).!

وعلي طريقة طه حسين تحدت هدى اعاقتها البصرية وتخصصت في مجال اللغة العربية، لكنها زادت على ذلك باتقانها مهارات أخرى في مجالات مختلفة،وكانت أول طالبة كفيفة تؤدي اختبارات على الحاسب الاَلي.

هدى كرتيل فتاة سعودية وتقول في حديثها(لأخبار الوطن ) “ولدت في أسرة تضم ثلاث بنات وثلاثة اولاد وكانت إعاقتي بسبب ضمور في الأعصاب البصرية”.

ورغم أنها لم تر النور في حياتها ، لكن معهد النور أضاء لها بصيرتها حيث التحقت به بمدينة جدة، واستمرت تدرس فيه من الابتدائية وحتى
المرحلة الثانوية.

لم يكن طريقها مفروش بالورود،بل عانت كثيرا، لكن قوة ارادتها جعلتها تتحدى الصعاب، وتقول هدى إن المعاناة جعلتها أكثر اصرارا لمواصلة تعليمها وتضيف:” أعدت السنة الأولى في المعهد لأسباب متعلقة بطريقة القراءة، ثم أعدت السنة السادسة بتوصية من اختصاصية لأني كنت مريضة لفترة بالمستشفي “.

رغبت هدى في دراسة اللغة الانجليزية لكن ، لأسباب متعلقة بطريقة دراسة اللغة الانجليزية لم تتمكن من ذلك فاختارت اللغة العربية،حيث نالت شهادتها من جامعة الملك عبدالعزيز .

يتسم أسلوبها في الحديث بالثقة والتواضع وتكثر من حمد الله بين كل عبارة وأخرى وتقول: “واجهت مصاعب عديدة في حياتي منها الخاص والعامو من بينها تغيير المرافقات ،إضافة للمرافق وأمور كثيرة متعلقة بذوي الإعاقة”.

تواصل هدى علي حسن كرتيل مجابهتها للصعاب وتقول إن جائحة كرونا منعتها من إكمال حفظ القرآن الكريم، لكنها تواصل في هذا الاتجاه.

رغم الصعوبات فهي ناشطة اجتماعية وتساهم في نشر الوعي وسط الفئة التي تنتمي لها وذلك عبر وسائل التواصل المختلفة( التيك توك)وغيرها.

وهي تبحث الآن عن وظيفة تؤكد من خلالها قدراتها وتحقق ذاتها وقد نالت تدريبات وشهاداتٍ في مجالات مهمة منها( الحاسب الآلي،ومعلومات جديدة،ودورة الكفيفة الأنيقة، صناعةالبهارات والتنسيق والزهور إضافة لمهارات خاصة بي مثل الإلقاء والتمثيل “.

تقول هدى إنها تتابع جهود (هيئة الأشخاص ذوي الاعاقة) وكل المنظمات التي تعمل في هذا المجال.

وتختم حديثها ( لأخبار الوطن ) بقولها إن التحدي الحقيقي هو ان اعتمد على نفسي وأفيد أسرتي ومجتمعي وأنا الآن أبحث عن وظيفة بعد أن تحديت الإعاقة وبذلت مجهودا كبيرا في تأهيل ذاتي نفسيا واجتماعيا ومهنيا “.

*صحفي سوداني من ذوي الإعاقة الحركية.