وطن العز… مجدٌ يتجدد

مقالات وطنية - بقلم : د. نجوى الصاوي
اليوم الوطني السعودي ليس مجرد تاريخ يُسجَّل على صفحات التقويم، بل هو قصة عشق متجددة، وملحمة وطنية تُكتب في وجدان كل مواطن ومواطنة. هو ذكرى ميلاد وطن جمع شتات الأرض ووحّد القلوب تحت راية التوحيد، فحوّل الصحراء إلى حضارة، وزرع الأمن فأنبت الازدهار، وغرس القيم فأنشأ أجيالاً تحمل راية المجد جيلاً بعد جيل.
منذ أن أرسى الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- دعائم هذا الكيان العظيم عام 1351هـ (1932م)، والوطن يسير بخطى ثابتة نحو النهضة والتقدم. فقد أسس دولة راسخة البنيان، جعلت من الشريعة منهجاً، ومن الوحدة قوة، ومن العزيمة طريقاً إلى المجد. ومنذ ذلك اليوم المبارك، تعاقب أبناؤه الملوك على حمل الأمانة، فواصلوا البناء والعطاء، وأرسوا قواعد التنمية الحديثة التي نعيش ثمارها اليوم.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بلغت المملكة ذروة الإنجاز والتجديد. فقد انطلقت رؤية المملكة 2030 لتفتح آفاقاً واسعة من التطور في كل المجالات: بنية تحتية متينة، واقتصاد متنوع، وتعليم متطور، ورعاية صحية شاملة، وتمكين للمرأة والشباب، حتى باتت المملكة نموذجاً يحتذى به في الطموح والإنجاز.
إن ما تحقق ليس مجرد أرقام تُذكر، بل هو واقع ملموس نعيشه في حياتنا اليومية، وإنجازات تعكس رؤية قيادة حكيمة تُدرك أن الإنسان هو محور التنمية وأساسها. ومن خلال هذه الرؤية، تتجلى روح النهضة في كل ركن من أركان الوطن، من المدن الكبرى إلى القرى النائية، ليبقى كل مواطن شريكاً في البناء، وكل إنجاز خطوة نحو مستقبل مشرق.
وفي هذه الذكرى الخامسة والتسعين لليوم الوطني، نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وإلى الأسرة المالكة، وإلى الشعب السعودي الكريم. وندعو الله عز وجل أن يحفظ وطننا الغالي وقيادته الرشيدة، وأن يديم علينا الأمن والأمان، والعز والرخاء.
اليوم الوطني ليس يوماً واحداً نحتفل به، بل هو رمز مستمر للفخر والانتماء. هو نبض في القلوب، وعهد لا ينقطع بالحب والولاء، وذكرى خالدة للعزة والكرامة. سيبقى وطننا دائماً منارةً شامخة، وراية خضراء ترفرف بالعزّ والمجد، وريادة لا تنطفئ بين الأمم.


