كُتاب المقالات

أدب الحوار

بقلم: إبراهيم النعمي -

يُعدّ الحوار وسيلة راقية من وسائل التواصل البشري، ومرآة تعكس أخلاق المتحدثين وسلوكهم.

فليس كل من يتحدث يُحسن الحوار، وليس كل من يطرح رأياً يُجيد النقاش.

من هنا، فإن للحوار آداباً ينبغي التمسك بها، كي يكون بنّاءً ومثمراً، ويؤدي غايته في تقريب وجهات النظر وتعزيز التفاهم.

أول هذه الآداب:
إدارة الحوار بأدب وهدوء ورفق ولين، بعيداً عن الانفعال والغضب. فالحوار العاقل لا يُبنى على التوتر أو الغلبة، بل على الاحترام المتبادل.

كذلك من آداب الحوار: التفهم دون التشدق بالكلام أو التقعّر فيه. فليس المقصود أن نُبهر الطرف الآخر بالمصطلحات أو نُغرقه بالتنظير، بل أن نُعبّر عن أفكارنا بوضوح وبساطة، وبطريقة تصل إلى القلب والعقل معاً.

ويُعدّ القول الحسن والتعامل بالحسنى من أهمّ ركائز الحوار الناجح، إلى جانب سمو الأخلاق والتواضع الجم، إذ لا حوار نافع مع الكبر أو الاستعلاء أو الإساءة للطرف الآخر.

ومن المهم أيضاً: تجنّب السباب والشتم، وعدم رفع الصوت، فالصوت العالي لا يُثبت حقاً، ولا يُقنع عقلاً، بل ينفّر ويُفسد روح النقاش.

كما ينبغي التحلي بـاللباقة والمرونة، والتفنن في اختيار الكلمات والعبارات المناسبة، فكل كلمة لها وقعها، والكلمة الطيبة مفتاح للقلوب.

وأخيراً، لا يكتمل أدب الحوار إلا بـالاستماع الجيد للطرف الآخر، وعدم مقاطعته، فالحوار الحقيقي لا يكون بإلقاء الكلام فقط، بل بالإنصات أيضاً.

إن الالتزام بهذه الآداب يُسهم في بناء بيئة حوارية صحية، تقوم على التفاهم والتقدير، وتُعزز الاحترام المتبادل بين الأفراد والمجتمعات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com